مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

بالحسنى

حادثة استراليا.. وضلالات اسرائيل الممتدة


بعد تزايد معدلات الهجرة من إسرائيل بشكل غير مسبوق وتضائل معدلات الهجرة إليها في الوقت نفسه بنسبة واضحة ـ تعود إسرائيل لممارسة نفس منهجها الذي استخدمته في بدايتها لدفع يهود العالم دفعًا قسريًا للهجرة إليها.وكذلك استدرار عطف العالم الذي فقدته.
ويبدو أنها تعودت على تكرار السوابق ربما لأنها تنجح كل مرة رغم التكرار لأن الآخرين لا يتعلمون من تكرار ما يحدث لهم منها. فهي توقّع الاتفاقيات وهي عازمة على خرقها وتتعلل في كل مرة بأن الطرف الآخر هو من خرقها، وتغتال المقاومين وتصدر بياناتها الثابتة في كل مرة على ألسنة مسؤوليها والمتمثلة في أنها قامت بما قامت لأن من اغتالته كان يخطط لضربات ضدها، وتستهدف المستشفيات والمدارس والأطفال والمدنيين العزل وتعلن أنهم كانوا دروعًا بشرية.
والأنكى أن هناك من يصدقها ويروج لمقولاتها في الغرب بل في عالمنا العربي.
وها هي تكرر نفس طريقتها في دفع يهود العالم للهجرة اليها وبدأت بهجمات استراليا ففور الهجوم الذي وقع على يهود أستراليا أعلنت كل بيانات المسئولين الاسرائيليين أنه لا أمان لليهود إلا في إسرائيل أي على يهود استراليا أن يهاجروا الى إسرائيل وبقية يهود العالم بالطبع.
وإذا أردنا أن نقف على سر الهجوم الذي من المتوقع تكراره بنفس الطريقة في بلدان أخرى وتكرار تداعياته وما يصاحبه من دعاية إسرائيلية فعلينا قراءة آثار طوفان الأقصى وحرب الإبادة على غزة وتداعيات الحرب الإيرانية الإسرائيلية وما أحدثته من سقوط دعاية الأمن الإسرائيلية المتمثلة في أن المواطن الإسرائيلي في أمن من القتل على يد اعداء اسرائيل مهما دخلت اسرائيل في حروب مع من حولها من الدول.
والمتأمل لأثر سقوط هذه الدعاية الكاذبة فيما حدث من ازدياد  الهجرة من إسرائيل ومن تراجع الهجرة إليها - يجد ـ حسب مكتب الاحصاء الاسرائيلي المركزي ـ أن من هاجر من اسرائيل خلال ٢٠٢٤م فقط  ٨٢٧٠٠ ألف وهي النسبة الأعلى في تاريخ اسرائيل في مقابل ٣٥ ألف في العقود السابقة كما يذكر مركز الإحصاء أن أغلب الفئة المهاجرة سنيًا تحت الـ٤٩ عامًا بنسبة ٨١٪ بينهم أطفال تحت سن ١٩ سنة بنسبة٢٧٪  ويذكر المركز ان عدد من غادروا اسرائيل فيما بين ٢٠١٨و ٢٠٢٤م ٣٢٢,٦ ألف يهودي نصفهم هاجروا في سنتي حرب الإبادة وهو ما يوضح الخطر التي تشعر به اسرائيل إذا استمرت الهجرة على هذا المنوال
لذا كانت عملية استرالية وكان رفع شعار اليهود أكثر أمنًا في إسرائيل.
ما حدث في استراليا نموذج لما حدث في العراق ومصر ودول أخرى بعيد نشأة إسرائيل وإحجام كثير من اليهود عن الهجرة إليها خاصة في الدول العربية فبين عامي ١٩٥٠ و١٩٥١م شهد العراق تفجيرات في التجمعات اليهودية من مقاه وشركات ودور عبادة كانت نتيجتها تسجيل ٨٦ ألف يهودي عراقي رغبتهم للهجرة لدى وكالات الهجرة الاسرائيلية ،هاجر منهم بالفعل ٢٣ ألفا وكان عدد اليهود في العراق ١٤٠ ألفا .
في مصر حدث الشيء نفسه واضطرت أعداد كبيرة من الهجرة حتى قامت الحكومة بتهجير الباقين بعد العدوان الثلاثي ١٩٥٦م 
وها هي اسرائيل تعيد السناريو دون تغيير وسف يتكرر السيناريو في أماكن اخرى.